بحثت رسالة الماجستير في كلية الآداب بجامعة القادسية ظاهرة الانتحار وعلاقتها بالتحولات الثقافية في المجتمع العراقي دراسة اجتماعية ميدانية في محافظة الديوانية , للطالبة زهراء رعد كامل.

تهدف الدراسة إلى التعرف على الخصائص الشخصية والاجتماعية والاقتصادية المؤدية للانتحار , وتحديد أهم العوامل المؤثرة في حدوث الانتحار عند كلا الجنسين , ومعرفة مدى تأثير التحولات الثقافية (العادات والتقاليد الاجتماعية، الأفلام والمسلسلات التلفزيونية) على الافراد وتؤدي بهم للانتحار , و مدى تأثير التغيرات التي أحدثتها العولمة ودخول وسائل الاتصال والتكنولوجيا والتطورات السريعة التي خيمت على المجتمع العراقي في زيادة حالات الانتحار , وتقديم توصيات ومقترحات تكون بمثابة خطوات اجرائية وقائية للحد من ظاهرة الانتحار والعوامل الدافعة اليه .
تكمن اهمية هذه الدراسة في كونها تتناول قضية اجتماعية هامة وخطيرة جداً ومحددة للمجتمع وللإنسان فيه، ألا وهي ظاهرة الانتحار من حيث انها تمثل واقعا ملموسا وتأثيرا في ثقافة وبناء المجتمع العراقي، كما تكمن أهمية الدراسة في خطورة هذه الظاهرة ولتحديها حالة الاستقرار الاجتماعي التي تعيشه المحافظة، ولقلة الاهتمام والتركيز على هذه الظاهرة رغم خطورتها من قبل المراكز البحثية والحكومية، ولكونها حصدت أرواح العشرات من الاشخاص، فمن الضروري تسليط الضوء على هذه الظاهرة للفت انظار المعنيين للاهتمام بها بالبحث والدراسة والخروج بنتائج عسى ان تعين المعنيين بفهم ظروفها وملابساتها ووضع الحلول الناجعة لها، كما نأمل أن يساهم هذا الموضوع في رفد المراكز البحثية بجهد اكاديمي ممكن ان يستفاد منه في الحد من اثآرها على المجتمع إذ تقوم هذه الدراسة على ابرز جانبين مهمين :
1 ـ التعرف على أثر التحولات الثقافية في ظاهرة الانتحار .
2 ـ التعرف على تأثير الظاهرة ارتفاعاً وانخفاضا لحالة المجتمع وبنيته الاساسية لمجتمعه ولمؤسساته .

توصلت الباحثة الى عدد من التوصيات اهمها ضرورة فتح مركز أبحاث لظاهرة الانتحار يتبع لقسم العلوم النفسية والاجتماعية في الجامعات كافة على غرار ما موجود في الدول المتقدمة بحيث يتولى دراسة الظاهرة من كافة جوانبها و التنسيق مع الجهات الحكومية و التنظيمات الاجتماعية و المؤسسات الصحية المتخصصة من أجل الحد من هذه الظاهرة , وفتح موقع على الانترنيت يهتم بالأشخاص الذين لديهم رغبة في الانتحار لإتاحة الفرصة لهم بالتحدث عن مشاكلهم و بالتالي يحصل لديهم استفراغ يؤجل هروبهم باتجاه الانتحار و يوفر لهم فرصة للتحدث بسرية دون الخوف من اطلاع الأخرين على المشكلة و في نفس الوقت يوفر الفرصة للمركز المقترح في التوصية السابقة و الذي يمكن أن يكون هو المعني بهذا الموقع على الانترنيت لنزع فتيل أزمة الانتحار عند هؤلاء الأفراد , و ضرورة قيام الباحثين والمتخصصين في مجالات علم الاجتماع والتربية وعلم النفس و الطب النفسي والخدمة الاجتماعية بإجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى التفكير أو إلى السلوك الانتحاري نفسه لدى الفئات العمرية المختلفة .