ناقشت اطروحة الدكتوراه في كلية الآداب بجامعة القادسية (التراكم الدلالي في نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة للشيخ محمد باقر المحمودي (ت 1427هـ)) للطالب (حامد عبد الرضا جبار)

تهدف الأطروحة إلى دراسة فكرة (التراكم الدلالي) في ضوء نصوص سيد البلغاء والمتكلمين علي بن أبي طالب (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم) الواردة في كتاب نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة للشيخ محمد باقر المحمودي (ت1427هـ),  ويعُد موضوع (التراكم الدلالي) هو أحد موضوعات علم الدلالة التي أقرها الدرس اللغوي الحديث ، ويُعرَّف بأنَّه (مفهومٌ لغوي عام يصدق على تراكم المعاني الكثيرة تحت اللفظ الواحد أو الألفاظ القليلة، و يصدق كذلك على توالي أكثر من دال في النص من أجل زيادة معنى على المعنى الأصلي بتوضيح، أو فائدة، أو بيان، أو إشباع، أو كل ذلك مجتمعًا على المعنى الأصلي، فضلًا على تزيين الكلام صوتيًا) , وبذلك ففكرة التراكم الدلالي تقوم على البحث فيما تكثف وتراكم من دوال ومدلولات في النص، وما تؤديه تلك التراكمات الدلالية من مزايا ولطائف ونكتٍ لغوية تتجه بالنص نحو أفق السمو والإبداع والتألق، وفي ضوء هذه الفكرة تمت قراءة هذه الظاهرة بمستوييها (الصريح، والضمني) في أقوال أمير المؤمنين (عليه السلام) .

تناولت الاطروحة اربعة فصول , الفصل الأول وكان بعنوان (التراكم الدلالي في ضوء الأداء الصوتي) , وأما الفصل الثاني فكان بعنوان (التراكم الدلالي في ضوء الأداء الصرفي)، وأما الفصل الثالث فجاء ليتناول (التراكم الدلالي في ضوء الأداء النحوي) , وأما الفصل الرابع والأخير فهو بعنوان (التراكم الدلالي في ضوء العلاقات الدلالية).

استنتجت الاطروحة عدد من النتائج منها اتضح في البحث أنَّ مصطلح (التراكم الدلالي) هو من المصطلحات الحديث التي ابتكرها علم اللغة الحديث؛ في حين أنَّ مصطلح (التراكم) فقط فهو قديمٌ جدًا، إذ يعود استعماله إلى العصر الجاهلي ، فقد وظَّفه جملة من الشعراء الجاهليين كعبيد بن الأبرص، والمسيب بن علس، وغيرهما , و كشف البحث أنَّ مفهوم التراكم ليس مفهومًا ذو طابع سلبي مثلما يتصور البعض، وإنما هو مفهوم إيجابي أكثر مما هو سلبي؛ إذ كشفت المعجمات اللغوية القديمة والحديثة أنه يفيد الدلالة عل التجمع، والترتيب، والقوة، والتماسك، والتمكن، وغيرها، وكُلُّ هذا يجعله مصطلحًا ينبض بالحيوية والإيجابية , ووضَّحَ البحث أن مصطلح (التراكم الدلالي) مصطلح عام يدل على أمور ثلاث : الأول : هو تراكم الدوال و تكثيرها من أجل تكثير المدلولات وتعددها، والثاني : هو تراكم المدلولات مع إيجاز الدوال وتقليها، والثالث : هو تكثير الدوال للدلالة على إثبات معنى عام واحد .