من المسائل الّتي قد تسيء إلى شخصيّة الأولاد، وتعوّدهم على عادة تضرّ بهم حاضراً ومستقبلاً، هي إغراؤهم بالمال حتّى يأتمروا بشيء أو ينتهوا عنه مهما كان نوعه، فكثير من الآباء والأمّهات يقومون بإعطاء أولادهم أو يعدونهم بالمال أو بهديّة معيّنة إن قاموا بفعلٍ ما أو اجتنبوا عن آخر، ما يجعل الأهل والأولاد معاً ضحيّة الابتزاز السّلبي المتبادل، فهذه الطّريقة تسيء إلى شخصيّة الأولاد عندما يتعلّقون بالمال أو بأشياء ماديّة لقاء واجبات أو فرائض ينبغي أن يقوموا بها بدافع معنويّ ينمِّي روحهم وأخلاقهم، وهذا ما على الأهل القيام به، كحثِّهم على الصّلاة أو أداء الفروض المدرسيّة.

فالدّعم المعنويّ والتّشجيع من الأهل هو بغاية الأهميّة لإنضاج شخصيّة الطّفل وتعويده على الأمور المعنويّة الّتي تنمّيه وتجعله بعيداً عن أجواء المادّة، وما أكثرها هذه الأيّام! وعلى الأهل التنبّه أيضاً إلى أنَّ الأولاد قد يلجأون إلى التَّحايل كي يحصلوا على الحوافز الماديَّة، والتّحايل قد يضرّ بالأولاد إذا استمرّ مصاحباً لهم في المستقبل، وسيُخْضِع بلاوعيه كلّ أمر عليه القيام به لحساباته الماديّة المغرية.

وتربية الأولاد من الأمور الحسّاسة والدّقيقة الّتي ينبغي للأهل الالتفات إليها وتقدير آثارها ونتائجها، مع ذلك، وبناءً على ما تقدّم، لا مانع من تشجيع الأولاد بإعطائهم هدايا مثلاً عند مناسبة معيّنة، ولكن ليس إلى درجة تؤثّر في الطّفل، فيصبح همّه الحصول على أمور ماديّة.

كما أنّه لا ينبغي أن ينحصر دور الأهل بأن يكونوا بالنّسبة إلى الطّفل مصدراً للحصول على ما يتطلّبه من مال أو هدايا، فذلك يحجّم دورهم الأساسيّ والمؤثّر في توجيهه وإغناء شخصيّته وتثقيفه وتعليمه…