ناقشت  في كلية الآداب بجامعة القادسية رسالة ماجستير الموسومة بـ جماليات التعبير في وصايا الاباء للأبناء في النثر العربي القديم _ دراسة اسلوبية سيسيولوجية, للطالبة هنادي نزار عبد الأمير وعلى القاعة الملتقى في كلية الآداب.  
وتهدف الدراسة على  المزاوجة بين منهجين جمعا بين المناهج السياقية والنصية الا وهما ( المنهج الاسلوبي والمنهج السيسيولوجي) وكان ذلك بهدف الخروج بفهم واضح لطبيعة التعبير النثري القديم لوصايا الاباء للأبناء بين القيمة الموضوعية والاجتماعية للوصية وكيفية إخراجها فنيا واسلوبيا
 تكمن أهمية الموضوع والقيمة العلمية الخاصة به, وخصوصا ان مصطلح الجمالية بصفة عامة أخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الدارسين والنقاد، إضافة إلى ارتكازه على الأهمية الكبيرة التي يشتغل عليها النثر العربي القديم في وصايا الاباء للأبناء بمضامين موضوعية ومستويات فنية متنوعة.
        توصلت الباحثة الى مجموعة من النتائج أهمها مفهوم الجمال هو الصورة المثالية الموجودة في الذهن تراكمت بمرور الزمن التقطها الفرد من العالم المحيط به لتكون مقياسا لجمال الاشياء الموجودة في محيط الانسان الطبيعي والفني, وهذه الاشياء تزداد جمالا كلما اقتربت من الصورة المثالية الذهنية, مولدة من خلال ذلك ارتياحا نفسيا وانبساطا في الروح , و الجمال الابداعي هو قدرة المبدع على التعبير عن مفاهيمه القبلية والصور المثالية, بما يمتلك قوة في التعبير وموهبة في تصوير مشاعره واحاسيسه, بشرط ان تتوافق مع مفاهيم المتلقي وصوره القبلية, وبذلك فإن الموصي عمل على ازاحة وردم الفجوة بينه وبين المتلقي عن طريق جعل العمل الفني قريبا من المفاهيم القبلية للأخير, مما جعل وصية الاباء تنال كماً من التقدير والاهتمام لدى الابناء بالإضافة الى الشيوع الجماهيري بين افراد المجتمع لما كانت تهدف اليه من ارشاد وعلم وحكمة…, ولكونها قريبة من مفاهيم الناس وغير غريبة عنهم لغة واسلوب , و يتركز الحكم الجمالي في المتلقي؛ فلا جمال اذا لم يكن هناك مدركا له, فهو الوحيد (المتلقي) صاحب السلطة العليا في اطلاق الاحكام الجمالية على الاشياء والفنون , وحلقت على سطح النص (ذات الموصي) وعبرت عن الموصي له بصور متعددة, فجاءت بصيغة المخاطب المفرد (يا بُني), ومرة بصيغة الجمع عندما يوصي الاب ابنائه فيقول لهم ( يا بَنيَّ) فتمثل لسان حال كل ابنائه, و الموصي بفطنته العالية وجمالية حواره ومعرفته بمن يوصي بهم, حمل وقعا خاصا عند المتلقي مولدا عنده انفعالا جماليا, لذا صار لابد من اتباع والمحافظة  وصية الاباء لكونها حجاب مملوء بالموعظة والحكم والنصح التي مر بها (الاباء) .